التكامـل بيـن الإنسـان والآلة
تعنى هذه المهارة بقدرة الفرد على التعايش مع الآلات الذكية، بوصفها مليئة بالفرص والمكاسب، والقدرة على استيعاب وتيرة التغير التكنولوجي المتسارع، والاستفادة من الفرص الجديدة التي توفرها تلك التكنولوجيا الجديدة، كذلك سرعة التأقلـم مـع هـذه الآلات التكنولوجيـة مـن خلال اختـراع أنمـاط جديـدة مـن العمـل واستغلال القـدرات التـي تعتبـر ذات طابـع بشـري بحـت. هذه المهارة سوف تكون عاملًا رئيسيًا في إكساب الفرد حصانة ضد التفكير المنغلق القائم على المفاضلة بينه كإنسان والآلات الذكية، مما يتيح للفرد الانطلاق نحو رؤية أوسع والتي مفادها: مالذي يمكن تحقيقه من إنجازات بمساعدة هذه الآلات؟ كيف نصل إلى منظومة فعالة من التواصل بيننا نحن البشر والآلات؟ كيف للفرد أن يتجاوب مع هذا العالم؟ وكيف له أن يعزز من فرص التعاون البناء مع الروبوت أو الذكاء الاصطناعي بوصفه وزميل عمل؟
الفهم متعدد التخصصات
وتعني القدرة على إدراك المفاهيم عبر تخصصات متعددة، لاسيما وأن عالمنا اليوم ملئ بالكثير من المشكلات المعقدة للغاية، والتي يتعذر حلها دون التكامل بين تخصصات متعددة (مثل التغير المناخي والزيادة السكانية والتقدم التكنولوجي والصناعات المختلفة). بعبارةٍ أخرى، تتطلب هذه المشكلات متعددة الجوانب حلول متعددة التخصصات. سيشهد القرن القادم استحواذ مناهج تعدد التخصص على المشهد العام. وهذا التحول له عظيم الأثر في مجموعة المهارات المطلوبة من العاملين، حيث يكتسب الباحثون القدرة على إحداث صيغة مشتركة من التعاون والتكامل بين التخصصات المختلفة، والتحدث بلغة التخصصات المتعددة أي فهم المصطلحات الخاصة بأكثر من تخصص, فنجد عالم الأحياء يتناول مصطلحات تقنية أو صناعية والعكس صحيح. وبذلك تمتلك المواهب المستقبلية -في العقد القادم- الفهم العميق في مجال واحد على الأقل من جهة، ومن جهة ثانية القدرة على التحدث بلغة مشتركة بين مجموعة واسعة من التخصصات. الأمر الذي يزيد من الطلب على مهارات حب الاستطلاع والسعي للتعلم المستمر فيما هو أبعد من سنوات التعلم التقليدي.
التفكير الاستشرافي للمستقبل/ العقلية المستقبلية
هذه المهارة تشير إلى عدد من المهارات والخبرات الضمنية التي يستخدمها الفرد في تفهم المستقبل والتعامل معه، وهي تشمل أبعاداً معرفية ووجدانية معًا، والتي تمكن صاحبها من استباق التحديات المقبلة وتبني الفرص العالمية، والقدرة على بناء نماذج مستقبلية للقطاعات المختلفة، وذلك بفضل امتلاكه لمهارات تحليل الخيارات المستقبلية ، وتحديد أكثر الاحتمالات ترجيحاً، واختبار وتحسين الاستراتيجيات القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى. وفقًا ل«توم لومباردو» أستاذ علم النفس والفلسفة والدراسات المتكاملة في كلية «ريو سالدو» بولاية أريزونا، فإن الوعي بالمستقبل يرتكز على أبعاد معرفية مهمة منها: التخيل، حيث القدرة على خلق تخيلات ووقائع افتراضية في أذهاننا، والاستشراف، بمعنى القدرة على تصور أو تخيل ما سيأتي، وتحديد الأهداف، وذلك بعد تشخيص العمل الذي نحن بصدده، وتعيين رغباتنا حياله، والتفكير بالإمكانيات، ويعني تصور أنواع متعددة تشكل بدائل واضحة المعالم من الواقع الافتراضي المستقبلي، ثم بناء السيناريوهات، بفعل القدرة على تخيل ووصف تفاصيل معقدة وواقعية لأنواع من هذا الواقع الافتراضي المستقبلي.