fbpx

أداة مسح الأفق

 

تعد أداة مسح الأفق إحدى أدوات استشراف المستقبل، التي تستخدم في عملية التغذية إلى الأمام، حيث تستكشف عناصر البيئة الداخلية والخارجية، وتحدد مواطن التهديد والفرص التي تؤثر على أداء المنظمات. ويأتي استخدام كلمة “الأفق”، لكون الأداة تتجاوز المعقول والممكن إلى النطاق الكلي والأمور المستقبلية المحتملة. لذا فلابد من التأكيد على أنه يجب تطبيق مسح الأفق بأعلى درجات الوعي اللازمة.

مسح الأفق

 

خطوات القيام بعملية مسح الأفق

هناك مجموعة من الخطوات التي يجب القيام بها من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة من استخدام أداة مسح الأفق، وهي كالتالي:

  • الخطوة الأولى: استكشاف البيئة الخارجية، وهو ما يساعدنا بدوره على تحقيق الأهداف التالية:
  1. فهم طبيعة ووتيرة التغيير بشكل أفضل.
  2. تحديد الفرص والتحديات المحتملة، وتطوير المستقبل المنتظر وفقا لاهتمامات المنظمة.
  • الخطوة الثانية: تحديد المنطقة، أو المجال أو الصناعة أو القضية محل إجراء المسح.
  • الخطوة الثالثة: تحديد الجمهور المستهدف، والذي سوف يستفيد من رؤى ونتائج المسح.

 

الفرق بين مسح الأفق والتنبؤ

يختلف مسح الأفق عن التنبؤ في عدة أمور تساعدنا معرفتها على الفهم الصحيح لكيفية استخدام هذه الأداة، وهي:

  • لا يهدف مسح الأفق إلى التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل وإنما يهدف إلى استكشاف أفكار جديدة ومبتكرة، بالإضافة إلى تحديد نقاط التغيير.
  • يحاول مسح الأفق تجنب استقراء الحاضر في المستقبل باستخدام البيانات المتوفرة من الماضي عن الاتجاهات، وحسابات الاحتمالات الكمية..
  • يرتبط مسح الأفق أكثر بالبحث عن الإشارات الضعيفة ومراقبتها، والتي قد تظهر في اتجاهات قوية، مما يستوجب تصميم عملية المسح بالشكل المناسب تجنبا للوقوع في فخ الخلط بين قوة الإشارات وقوة الاتجاهات ومحركات التغيير.
  • إن قدرة الأعداد الكبيرة للبيانات المفتوحة على التزايد (Big Data)، بما في ذلك من عمليات المسح الضخمة عبر الإنترنت، والاستشارات، ومنصات التواصل الاجتماعي، وأدوات الحشد الجماهيري، يعد هو أيضا تغييرا في الطريقة التقليدية لاستخدام أداة مسح الأفق أو الاستشعار الأرضي.
  • يمكن استخدام أداة مسح الأفق كعملية منتظمة يتم اجراؤها بشكل مستمر بهدف مراقبة البيئة الخارجية، وهو ما يتطلب فريقا متخصصا (ولو لم يكن كبير جدا)، أو دمج مهام المسح في مهام السياسة الموجودة وتطوير الاستراتيجية.
  • يستخدم مسح الأفق أيضا في الجمع بين الاستراتيجية والتنمية والحوار وتغيير السياسات.
  • يركز مسح الأفق على الموقف الخارجي، لذا فإنه يحتاج إلى طرق إضافية حتى يتم استخدام نتائج المسح بطريقة صحيحة، تؤدي إلى التغيير المطلوب.

 

بعض المفاهيم الأساسية لأداة مسح الأفق:

هناك بعض المفاهيم الأساسية التي بمعرفتها نكون قد دخلنا إلى عالم استشراف المستقبل، فضلا عن تطبيقها والتدرب على استخدامها، وفيما يلي نستعرض بعض هذه المفاهيم التي يجب وضعها في الحسبان عند استخدام أداة مسح الأفق:

  • الإشارات هي: أحداث وقضايا فردية (نقاط البيانات)، ويجب التأكد من عدم الخلط بينها وبين الاتجاهات، حتى لا يؤدي ذلك إلى الاعتقاد بأن الأخبار الحالية تعبر عن الاتجاهات الناضجة (الحقيقية والمستقرة).
  • يجب التمييز بين الإشارات من جهة، وبين الأحداث الصاخبة والقضايا التي لا علاقة لها بأهداف الاستشراف، أو التي تخفي الاتجاهات الحقيقية، من جهة أخرى.
  • المحركات (Drivers) هي أساس التغيير، ويمكن تحديد مستويات نضج مختلفة لها، فقد نجد بعضها ذو تأثير واضح على نطاق واسع من القطاعات والصناعات، مثل العولمة.
  • يحدث عدم اليقين، عندما تنشأ بعض القضايا، ولا يمكننا التأكد من معرفة اتجاهها أو كيفية تطورها.
  • خلال عملية مسح نموذجية قد يكون هناك أكثر من 100 إشارة و20 مؤشرا، وأكثر من 10 محركات (Drivers).
  • من الممكن أن يختلف عدد الأمور محل الشك، وفقا لدرجة التعقيد وعدم القدرة على التنبؤ وتركيز المسح.
  • يركز الاستشراف على تحديد الإشارات الضعيفة والأحداث العنيفة، كالتالي:
  • تعلن الإشارات الضعيفة عن التغيير في الاتجاهات والأنظمة بصورة أقل تطورا وصخبا وتأثيرا في المجتمع.
  • تشكل الإشارات الضعيفة مادة إعلامية دائمة، تمكننا من اتخاذ إجراءات استباقية. وقد يمكنها التعبير عن البرامج العنيفة أو لا يمكنها.
  • يمكن للإشارات الضعيفة أن تضع جدول أعمال محتمل للإجراءات السياسية.
  • الأحداث القوية العنيفة: (البجعة السوداء): ذات احتمالات منخفضة، ولكن تأثيرها كبير، إنها تلك الأحداث التي تبدو غير معقولة أو غير متوقعة. ومع الأخذ في الحسبان أن التأثيرات العنيفة يمكن أن تقود إلى اكتشاف فرص ومخاطر عديدة، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر لتوقع حدوثها.
  • أما البجعة الرمادية، فتعبر عن أحداث يمكن التنبؤ بها إلى حد ما، كالزلازل.
  • البجعة البيضاء – القذرة: أحداث مفاجئة، ومستغربة بسبب التحيز المعرفي.
  • البجعة الحمراء ليست مؤثرا حقيقيا. أما الرنجة الحمراء فهي إشارة مضللة أو وهمية.
  • التنين الملك: تشير إلى الأحداث الكبيرة والمتطرفة، والتي لا يتوقع حدوثها في الغالب، برغم وجود مقدماتها، كالأزمة المالية العالمية عام 2008، على سبيل المثال.
  • الفيل الأبيض: يشير إلى القضايا التي يعلمها الجميع، لكنهم لا يريدون التعرف على حقيقة وجودها وأهميتها.

 

الاشارات الضعيفة

 

 

كيفية استخدام أداة مسح الأفق

للقيام بعملية مسح الأفق، يجب أن نبدأ بـطرح الأسئلة التالية:

  • ما هي الأسئلة التي نحتاج إلى الرد عليها؟ وما هو الهدف من عملية المسح؟
  • ما هي أولويات طرح هذه الأسئلة؟ بمعنى اختيار ما هو مهم وما هو اقل اهمية؟
  • ماذا نعتقد أننا نعرف ؟ (نعرف أننا نعرف).
  • ما الذي نحتاج إلى معرفته؟ (نعرف أننا لا نعرف).
  • ماذا نتوقع أن نفعل، ونحن لا نعرف أننا لا نعرف؟ (لا نعرف أننا لا نعرف).

والسؤال الأخير يعد غاية في الأهمية لأن المعرفة والتحيزات السلوكية لدينا قد تمنعنا من العلم بأننا لا نعلم شيئا. وهذه المنطقة هي الأكثر أهمية لأداة مسح الأفق، لأن هذه “البقع المظلمة” تأتي منها معظم “الإشارات الضعيفة”. كما يجب علينا أيضا تحديد وسائط مفضلة ومحددة للمسح، يتطلب كل منها تكتيكات مختلفة وتخصيص مختلف للموارد. وكلما اجتهدنا في الوعي بمجريات الأحداث والاتجاهات والإشارات، كلما ازداد علمنا بالمحيط البيئي داخليا وخارجيا وحققت أداة مسح الأفق الغاية منها.

 

للمشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Shopping Cart