لا شيء يوقف التطور التكنولوجي والابتكار، سواء وجود جائحة ما أم زوالها. وهذا ما يمكن أن يكون سر النجاح المالي على مستوى الفرد وعلى مستوى الاقتصاد الكلي الوطني. وهذا ما سيجعل المستقبل للتكنولوجيا وزيادة فرص العمل معا بحيث لا يُوقف أحدهما الآخر. فعلى سبيل المثال منذ 25 عاما كان التلفاز 32 بوصة ضخما وثقيلا جدا كما لو كان قطعة من الأثاث. أما اليوم فتعتبر نفس حجم الشاشة السابقة صغير بالنسبة لغرفة النوم. بل ويمكننا شراء شاشة عملاقة 75 بوصة بأقل من 4000 درهم إماراتي وتعليقها على الحائط دون أن تشغل أي مساحة من الأرض.
فيا ترى كيف ستكون مشاهدة التلفاز بعد 25 عاما من الآن؟ هل سيوضع الجهاز على الحائط أم بمحاذاته؟ وهل ستكون الصورة مسقطة كصور البروجكتور؟ أم ستكون خلفية حائط رقمية؟
بل وكيف ستكون تجربة المشاهدة نفسها؟ إلى أي مدى سيصبح التلفاز المنزل ثلاثي الأبعاد يُظهر الصور كما لو كانت حقيقية (Hologram)؟ هل سيكون للتلفاز خاصية لمس الشاشة كأجهزة الهواتف النقالة؟ وهل سيكون بمقدورنا زيادة حجم الصورة وتصغيرها وتدويرها؟ وهل سيمكننا تغيير الخلفية الموسيقية لتتناسب مع حالتنا المزاجية؟ أو تغيير وجهة نظر الكاتب أو منظور كل شخصية؟
وما هي حدود تخصيص تجارب المشاهدة؟ وماذا عن تحرير الشخصيات في فيلم تلفزيوني حتى تبدو مثلنا؟ أو اختيار نهايات بديلة وأحداث مختلفة مثلما يحدث الآن في بعض العروض المسرحية التفاعلية؟
الطلب هو المحرك لاقتصادنا
ما نعنيه هو أنه لن تكون هناك نهاية للابتكار في تكنولوجيا التلفاز. ولكن بالمقابل سيؤدي الابتكار إلى زيادة الطلب على أنظمة التلفاز الترفيهية الجديدة.
ويمكننا قول مثل ذلك عن كل شيء بدءً من الهواتف الذكية وحتى السيارات. لا سيما وأن معظمنا يقوم بتحديث هذه الأجهزة ومثيلاتها بشكل دوري ليلاحق التطور وأحدث الإصدارات، تلك التي لم نشعر يوما بالحاجة إليها، ولكنها تصبح فجأة مما لا يمكن الاستغناء عنه.
الابتكار … أفضل وسيلة لخلق الوظائف.
لن يكون مستقبل التكنولوجيا على حساب العمل البشري كما يدعي البعض، بل سيكون سببا له. بمعنى أن المستقبل للتكنولوجيا وزيادة فرص العمل معاً. فالابتكار سيؤدي إلى زيادة الطلب، وللوفاء بهذا الطلب يجب زيادة العمل، وبالتالي خلق المزيد من فرص التوظيف. لذا فإنه على عكس ما يردده البعض ويريدوننا أن نصدقه، نحن على أعتاب حقبة ذهبية في توافر فرص العمل، يقودها بشكل كبير فترات انتباهنا القصيرة وشعورنا بالملل من استخدام إصدارات العام السابق ورغبتنا في أن نكون في الطليعة دائما. فنريد أن نكون أول من يحصل على أحدث إصدارات الايفون، كما أننا حريصون على إظهار إخلاصنا في حماية الأرض من خلال شراء أحدث طرز السيارات الكهربائية.
العمل معزز بالذكاء الاصطناعي
إذا كانت معظم ابتكارات المستقبل في السلع الاستهلاكية ستُدار بواسطة الذكاء الاصطناعي، ليس فقط مكوناتها وإنما عمليات إنتاجها أيضا. فكيف سيكون المستقبل للتكنولوجيا وزيادة فرص العمل البشري في نفس الوقت؟ والإجابة ببساطة هي: صحيح أن الآلات تزداد ذكاء ويمكنها تولي الأعمال المتكررة التي تستهلك الكثير من الوقت. إلا أن البشر سيرتقون بمستوى وظائفهم لتقديم قيمة أعلى تتعلق بابتكار المنتجات ووضع الاستراتيجيات وغيرها من الوظائف التي لا تستطيع الآلات القيام بها. كما سيتم الاستعانة بمصادر خارجية “لحلول الذكاء الاصطناعي” للقيام بالمهام المتكررة، مما يسمح للقوى العاملة البشرية بأن تكون مبدعة وأكثر استقلالية إلى حد ما. وسيكون أمام الموظفين خيارات أكثر من أي وقت مضى، وسيوفر عالم العمل المستقل بديلاً جذابًا للعمل التقليدي.
حتى بعد انتهاء جائحة COVID-19
سيستمر “العمل من المنزل“ للعديد من الأشخاص، وسيُعزز ذلك بشكل متزايد عقلية “العمل من أجلي”.
تطور مهارات التوظيف
من المهم أن يدرك الموظفون أن التكنولوجيا لن تحل محل الوظائف البشرية بقدر ما ستعمل على رفع مستوى الوظائف الحالية أو المستقبلية. ويحتاج الأشخاص الذين يفضلون القيام بالأعمال الروتينية التي تشبه عمل الآلة، إلى توسيع آفاقهم وتطوير مهاراتهم. ويُنتظر من المدارس أن تقوم بغرس هذه العقلية.
ومع ذلك، فمن المهم أن يدرك موظفو الغد أنه ليس من المتوقع أن يكون كل شخص منهم مبرمج كمبيوتر. وإنما قد يكون لهم دور إشرافي عندما يتعلق الأمر بعمليات تشغيل الآلات. ولحسن الحظ، فإن الابتكار لا يخلق قدرات وكفاءات جديدة فحسب، بل يمكن أن يجعل الوظائف الفنية أقل تقنية.
الصناعات الصغيرة والوظائف
على مدار العقدين المقبلين ، سنشهد موجة غير مسبوقة من الابتكار والإبداع مدفوعة بأدوات إنتاج جديدة. وخلال ذلك الوقت، سنشهد أيضًا تدشين عشرات الآلاف من الصناعات الصغيرة الجديدة التي ستوظف مئات الآلاف من الأشخاص.
وبفضل مجموعة واسعة من التقنيات الناشئة، ستكون هناك مجموعة متنوعة من “المساحات” المبتكرة للمفكرين والمخترعين ورجال الأعمال الذين سينطلقون إلى الحياة، ويطلقون الصناعات الصغيرة التي تتراوح بين التصنيع وإدارة البيانات وتصميم النظم وتقديم المشورة والتدريب والمراقبة والتجميع والتفكيك وإعادة اختراع الأعمال بطرق فريدة ومختلفة. فبمساعدة الآلاف من المتعاونين، ستظهر الصناعات الصغيرة في الحياة حول مجالات صغيرة جدًا بحيث لا يمكن للصناعات القائمة الاهتمام بها. ولكن ضمن هذه التطورات المتزايدة تتجذر الفرص العظيمة -كما هو الحال دائماً- حيث نعتمد على الشركات الناشئة لتطوير عمليات أو منتجات جديدة يتم استيعابها في النهاية في مؤسسات أكبر.
تشبث بإحكام، واركب الموجة
كما ذكرنا في البداية: لن ينفد الابتكار لدينا، ولا يقتصر الأمر على أجهزة التلفزيون والسيارات. بل يمكن إعادة تصميم كوب القهوة البسيط بعشرات الطرق. وينطبق الشيء نفسه على العديد من المنتجات الاستهلاكية والتجارية الأخرى. فنحن ندخل فترة إبداعية غير معتادة من تاريخ البشرية. وأولئك الذين يتبنون هذا النوع من التغيير سوف يزدهرون، وسوف تزهر الشركات التي تدرس وتتبنى “التوظيف” المرن. لذا ينتظر من القادة والسياسات الحكومية إزالة جميع الحواجز المحتملة التي قد تمنع ذلك.
ثم بمرور الوقت – ولكن في وقت أقرب مما تعتقد…..
سنجد أنفسنا مع وظائف أكثر بكثير مما يمكن أن نشغلها.
وبالتالي قد وصلنا إلى عصر التوظيف الفائق
إطلع على تقرير وظائف المستقبل
موضوع مميز
First time here, haha