ما هو عمل مستشرفي المستقبل؟
بحسب التعريف البسيط والمبدئي لرائد الاستشراف جو كوتس (1929-2014): فإن مستشرف المستقبل المحترف هو: أي شخص يأخذ المال للبحث عن المستقبل وتحليله للعميل. حتى وإن كان بعض المستشرفين يقومون غالبا بعمل مجاني.
وبذلك فإننا نطلق على كل من يتوافر في عمله العناصر التالية اسم مستشرف محترف:
- وصف العمل بالتفكير المستقبلي.
- ربط جزء -ولو صغير- من دخله بالاستشراف.
- قيامه بخدمة عميل معين.
أما من يفكر بالمستقبل بدون عميل يدفع له فهو مجرد هاو، وعاشق للمجال، لكنه ليس محترفًا بعد.
من الذين يمكنهم ممارسة الاستشراف؟
حتى يستطيع الإنسان ممارسة الاستشراف لابد له من بعض العناصر التي تساعده على القيام بهذا العمل، قد يكون أحد هذه العناصر بعض المعلومات الموثقة التي يمكنه الحصول عليها بسبب طبيعة عمله أو منصبه الوظيفي، وقد تكون سنوات طويلة من الخبرة، أو الدراسة العلمية والعملية لهذا المجال، وبالتالي نجد أن الكثيرين ممن يقومون باستشراف المستقبل يحتلون المناصب التالية:
- معلمي مادة استشراف المستقبل، ومدربيها.
- أصحاب المناصب الإدارية العليا في المؤسسات الحكومية والدولية.
- رؤساء الأقسام ومديري العموم ورؤساء وأعضاء مجالس الإدارات بالشركات والمنظمات.
- خبراء الاستشراف الذين يعملون كمستشارين، أو موظفي إدارات الاستشراف بالمؤسسات التي لديها إدارات خاصة للاستشراف.
ولا يعني ذلك أن أعمال الاستشراف تقتصر على هذه الفئات فقط، بل الكثيرين من القراء والعملاء يقومون بالفعل بأجزاء هامة من العمل الاستشرافي، عن طريق ملء الاستبيانات والتفاعل الجماهيري مع المؤسسات الاستشرافية وإن لم يكونوا محترفين.
ما هو عمل مستشرف المستقبل؟
تختلف مهمة مستشرف المستقبل بحسب طبيعة المجال الذي يعمل فيه، والدور المطلوب منه، كما يلي على سبيل المثال:
- يختلف عمل مدرب الاستشراف عن الاستشاري أو الموظف بإدارة الاستشراف.
- يختلف العمل المطلوب في مؤسسة تجارية محلية عن العمل المطلوب في مؤسسة عابرة للقارات، حيث يتطلب في الأخيرة المزيد من دراسة السوق وطبيعة المنافسة، واستشراف وضع المؤسسة في كل بلد وفقا لعدد سكانه وثقافتهم ووضعهم الاقتصادي وغيرها من الأمور.
- إذا كان الاستشراف في مجال علمي متخصص كالطب أو الفضاء، فسوف يتطلب بالضرورة الاعتماد على أهل التخصص في استيفاء المعلومات.
هل الشباب أكثر إقبالا على العمل الاستشرافي أم أصحاب الخبرة؟
يتطلع الشباب بطبيعة الحال إلى المستقبل واكتشاف أسراره، كما أنهم مولعون بتعلم كل جديد واكتساب المزيد من الخبرات، ولكون مجال استشراف المستقبل لا زال خصبا لم يزدحم بالأعداد والأعمال، فلا شك أن الشباب يجدون فيه بغيتهم وإثبات ذاتهم. ولكن على الجانب الآخر، قد يجد أصحاب الخبرة في كل علم ومجال أنهم أحق بالقيام باستشراف المستقبل بما لهم من خبرة بمجريات الأحداث في الماضي والحاضر.
والحقيقة أن العمل بمجال استشراف المستقبل له آلياته وأدواته التي يمكن لأهل الخبرة تعلمها والتدرب عليها. كما يتيح للشباب الاستفادة بما لدى أهل الخبرة من معلومات، الأمر الذي لا يقلل من فرصة أي من الفريقين في العطاء في هذا المجال.
احتياجات العمل بوظيفة مستشرف المستقبل
حتى ينجح المحترف في مجال استشراف المستقبل، ينبغي أن يقدم خدمة جيدة للعميل تكافئ رغبته في استمرار وزيادة طلب العملاء عليه، وحتى يتحقق ذلك لمستشرف المستقبل يقترح عليه الخبراء: أن يسأل نفسه عدة أسئلة كما يلي:
- في أي أعمال الاستشراف يجد لديه شغف أكبر للقيام بها؟
- ما أنواع الاستشراف التي يجب عليه فعلها بغض النظر عن شغفه؟
- ما مقدار عمله أو الحد الأدنى الذي ينبغي أن يتضمنه عمله الاستشرافي؟
- من هم العملاء المناسبون لعمله الاستشرافي؟
- ما أنواع الأعمال الاستشرافية التي يتوقعها عملاؤك؟
- ماذا يحتاج عملاؤك الحاليون أو المتوقعون؟
- كيف تعرف أن عملك فعال؟
- كيف تثبت كفاءتك لعملائك؟
- من هم زملاؤك المستقبليون وكيف يمكنهم دعم عملك؟
يرى الخبراء أن المحترف المستقبلي ينتظر منه أن يكون أخصائيًا مستقلًا ومنفتحًا في تعامله مع بعض العملاء، وأن يعمل باستمرار على توسيع آفاق العميل. بينما بالنسبة لعملاء آخرين يكفي أن يكون المحترف المستقبلي لاعبًا في الفريق أو متخصصًا أو موظفًا سعيدًا بالعمل الاستشرافي. وهو ما يعني أن العمل الاستشرافي يحتاج إلى جناحين حتى يحلق بعيدا في سماء النجاح، أحدهما جناح العلم والآخر جناح الفن.