يقول د. آندي هاينز – مستشرف المستقبل المعروف في جامعة هيوستن- “هناك ثلاث أنواع من الأنشطة الاستشرافية، ولكل منها مجموعته الخاصة من الأدوات الاستشرافية المناسبة، ومجموعته الخاصة من العقبات”. فما هي تلك الأنشطة؟
الأنشطة الاستراتيجية
يهدف النشاط الاستراتيجي إلى مساعدة المؤسسة في الإجابة على سؤال معروف أو معالجة مسألة معروفة، فعلى سبيل المثال، قد تتمحور المسألة حول ما إذا كان ينبغي شراء شركة X أم لا. وعادة ما يتوفر لمثل هذه الأنشطة الدعم الإداري والموارد التي تحتاجها. إن الأدوات المفيدة لتحديد الأهداف في الأنشطة الاستراتيجية تشمل التنبؤ بالتوجهات، وتقييم التقنيات والسيناريوهات، والتخطيط الاستراتيجي، وما إلى ذلك. وعادة ما تتعامل شركات الاستشارات الإدارية الكبرى مع هذا النوع من التحليلات باستخدام أدوات مختلفة ومقاربات شبيهة جداً بعمل الآلات، والتي قد تكون محددة جداً في بعض الحالات. وعلى النقيض من ذلك، عندما يتناول المستشرفون هذا النوع من القضايا فإنهم يعكفون على إيجاد بدائل لا نهاية لها وطرح أسئلة وقضايا جديدة، مما قد يُشعِرهم بالضياع.
الأنشطة الإبداعية
وتنطوي على إيجاد تفكير جديد للمؤسسات العالقة ضمن “صناديق” قامت هي نفسها ببنائها. وهذا النوع من الأهداف يشتمل على خلق أفكار جديدة، مثل تحديد ممارسات جديدة أو البحث عن فرص جديدة للأعمال. في هذا النوع من النشاطات يستعمل المستشرفون المسح البيئي، وتحليل التوجهات، والخرائط الذهنية، والمصفوفات المتقاطعة، ومجموعة من أدوات التفكير الإبداعي. فالأنشطة الإبداعية تدور أساساً حول مساعدة المؤسسة كي تفكر بشكل مختلف، والأمر متروك للمنظمة لتقرر كيفية استخدام هذا النوع من التفكير. والفخ الذي قد يقع فيه المستشرف هنا هو محاولة اقتراح الحلول في الوقت الذي تكون الخيارات هي المطلوبة.
الأنشطة التعليمية
عادة ما تُمارَس الأنشطة التعليمية بشكل منفصل – ولكن في الواقع هي عبارة عن وسائل لتحسين إما الاهداف الاستراتيجية أو الأهداف الإبداعية. والتحدي التعليمي يكمن في زرع بذور الاستشراف التي سوف تتجذر في المؤسسة ثم تزهر في نهاية المطاف. تنطوي عملية التعليم بشكل مبدئي على اتباع نهج “الحث والتشجيع” – والذي قد يأخذ شكل نشرة دورية، أو محاضرة، أو تقرير، أو ورشة عمل، أو حتى مقالة – حيث يقوم المستشرف بتقديم رسالة استشرافية لم تطلبها المؤسسة بالضرورة. والهدف من ذلك هو إثارة اهتمام بعض الشخصيات في المؤسسة بشأن الاستشراف وعلى الأقل تعريف الآخرين به، بحيث لا يكون موضوعاً غريباً عليهم عندما يحين الوقت للقيام بنشاط استشرافي.